اللهم صلي
على محمد ماتعاقب الليل والنهار وصلي على محمد
ماذكره الذاكرون الأبرار وصلي على محمد عدد مكاييل البحار
قال الشيخ صالح حفظه الله
عن هذا الموضوع في تفسيره لسورة طه :
{ طه ، ماأنزلنا عليك
القرآن لتشقى } ومن أكثر أحرف القرآن
المتقطعة في أوائل المصحف إشكالاً هذان الحرفان ( طه )
ذلك أن العلماء من حيث الجملة انقسموا إلى قسمين في فهم
هذا الأمر :
1*منهم من قال :
إن ( طه ) هي من جنس الحروف المتقطعة ،
ومما يعينهم على هذا الفهم أن
الحرفين ( الطاء ، والهاء ) من نفس الأحرف
التي جاء بها افتتاح القرآن
(طسم ،كهيعص ....) فــ ( الهاء ، والطاء )
وجدتا من قبل في فواتح القرآن
.. فهذا منحى ، وهو يجري عليه أحكام
رأيِّنا في قضيّة فواتح القرآن ـ
الأحرف المتقطِّعة ـ وهذا فصّلنا فيه
في افتتاح سورة ( ن) ولاحاجة لإعادته
...
2* الحالة الثانية أن بعضهم قال : أن طه ليست من الأحرف
المتقطِّعة ، وهؤلآء اختلفوا فيما بينهم في ما لمقصود بكلمة ( طه ) :
a* بعضهم قال
إنها فعل أمر ( طأ )
بمعنى( ضع ) من ( وطِأ ) ، وهؤلاء يقولون أن النبي ـ
صلى الله عليه وسلم
ـ كان إذا قام الليل يقوم على قدمٍ ويرفع أُخرى فجاء
القرآن تسلية
وتعزية له ...
B* والفريق الآخر قال : أن ( طه) كلمة معناها (
يارجل) وحرف النداء محذوف ...
C* وقال فريق من العلماء : إنها اسم للنبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ،
وكنت
إلى عامين أو عامٍ تقريباً أذهب إلى أنها من الحروف
المتقطِّعة ، لكن الذي
يبدو أن القول بأنها اسم للنبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ أقوى ..
ووجه القوة مما يأتي :
تدبُّر القرآن ـ لولا آية الشورى لجزمت ، لكن آية الشورى هي التي
أوقفتني ـ تدبُّر القرآن ـ وهذه طريقة في فهم القرآن ـ .. فالله تعالى
يقول { الم ، ذلك الكتاب .....} { الم ، الله
لاإله إلاّ هو الحي القيّوم } { طسم ، تلك آيات الكتاب المبين }.... إلى غير ذلك من آيات القرآن ، فلا يكون بعد الحروف
المتقطِّعة مخاطبة مباشرة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اللهم إلاّ في الشورى { حم ،
عسق ، كذلك يوحي إليك وإلى اللذين من قبلك ...} وهذه هي التي أوقفتني
، وأمّا هنا فهناك مايشعر
أن ( طه) اسم
للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ الخطاب يقول : { طه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } ...
أمّا من قال من الأفاضل من العلماء أن معناها( يارجل ) فنعم ورد في شعر
العرب في شعر متمم وغيره أن ( طه ) بمعنى ( رجل )
لكننا نستبعدها لأن ليس لها نظائر والمعنى بأننا نقول
: إذا اتفقت الأمّة
على أن الله ـ جلّ وعلا ـ إكراماً لنبيه لم يخاطبه
باسمه فلم يقل له في
القرآن ( يا محمد ) فكيف يعقل بأن يناديه (
يارجل ) ؟! هذا بعيد ، فكل الذي في القرآن ( ياأيها النبي ...) و (ياأيها الرسول ...) فلا
يمكن أن ينتقل من هذه الفوقية حتى ينادى (
يارجل ) وهذا بعيد وإن كانت اللغة تحتمله ،
لكننا نقول إن القول إن ( طه
) كاسم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير
بعيد نميل إليه ميلاً كثيراً، وهذا مستخدم حتى في الشعر العربي
والذي
ينبغي عليك أن
تعقد عليه أن تعلم أنه لو قُدِّر أنّك ارتأيت ـ كما ذهب بعض
مشائخنا ـ
إلى أن ( طه ) من الحروف المتقطِّعة لكن لايُنكر على من ذهب أن
( طه )
اسم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
وقد مر معكم ـ فيما يبدو لي أن سماحة الوالد الشيخ ابن باز، والشيخ العلاّمة ابن عثيمين ـ رحمة
الله تعالى عليهما
ـ أنشد بين أيديهما قصيدة للتويجري كان مطلعها :
دم المصلين في المحراب
ينهمر ..... وفي القصيدة كان مذكورا مانصّه :
إذا تطاول بالإهرام منهزم
فإن أهرامنا سلمان أو عمر
أهرامنا
شادها طه دعائمها
وحي من الله لاطين ولاحجر
فالشيخان
كبَّرا حينما سمعا هذين البيتين ، ولم ينكرا
كلمة ( طه ) مع أن الشيخ ابن
باز ـ رحمه الله ـ كان يرى أن ( طه) ليست
اسماً للنبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ ، لكن الآية كما قلنا قابلة للأخذ
والعطاء ، وليست مجال إنكار ،
والبيتان اللذان ذكرناهما من جميل الشعر
الإسلامي المعاصر ...
نعود فنقول إننا نختار أن ( طه) اسم للنبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ...
لا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم
اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً
وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات